معطفي

كان يوم مثلج بارد ، الصمت والبرد يحيطان بالمكان والليل المظلم المرعب المخيف يشعرني بالأرتباك .... كنت عائدة إلى بيتي ولكن ..... سمعت صدى صوتها الضعيف فأسرعت
لأدفئها ... وان انا نظرت إليها بدأت أسئلتي تدور في ذهني .... امرأة عجوز أصبحت كهلة لا تستطيع الحراك وهي ترتجف من البرد .... ماذا تفعل هنا في هذا الحي المعتم المخيف ... أعطيتها معطفي لكي تشعر ولو ببضع من الدفء ...قالت بصوت لا يكاد يسمع : لم فعلو بي ذلك لم أفعل لهم شيء .... لم ... فعلوا سألتها بتردد من هم ؟؟؟ اخبريني يا حجة من هم ؟؟ ولكن لم تجب على سؤالي بل ما زالت تردد كلماتها المحدودة الخافته والدموع تسيل من عينيها المرهقتين ، وإذ بسيارة مسرعة تقف عند جلوس تلك العجوز ويخرج السائق ليأخذها فسألته متشوقة للأجابة : يا سيدي ما بها هذه العجوز ؟؟؟؟ فقال لي متعجلا : هذه ام لثلاث اولاد بعد ان عانت في تربيتهم وضعوها عندنا وذلك لأن بريد وصل للأولاد بعد ان بلغ كبيرهم الثلاثون عاما ليخبرهم بأن اباهم المجهول هويته توفي وترك لهم اموال طائلة في البنك فشعروا بمسؤولية هذه الاموال فوضعواها هنا عندنا لنحميها وبدأ المسكين يمدح ذاته وبأنه يعمل في هذا الدار الراقي ولم يعلم اني لا اعلم عنه شيء إلا بعد أن سألته : عذرا ولكن من انتم ؟؟؟ فأجابني ضاحكا : نحن دار العجزة وأتينا لنأخذ هذه العجوز لأنها تحب أن تذهب إلى هذا الحي الذي ربت فيه اولادها الثلاث وما ان يكمل كلامه حتى قاطعه ذلك الاتصال المستعجل فاعطاني كرتا فيها معلومات عن هذا الدار وفي الصباح المشرق ذهبت لأرى العجوز حُجة أن آخذمعطفي فدخلفت على المدير وأخبرته قصتي فذهب بي إليها ....... كانت نائمة وهي حاملة معطفي فلم ارد ان آخذه لأن التجاعيد التي على وجهها والدموع الجافة على وجنتيها أشعرتني اني في عالم الكره والحقد والنسيان وسجن مليء بثعابين البشر المتحجرة قلوبهم.... فقبلت يداها وهمست في أذنها اعذريني يا أمي ؟؟ ارجوك ..... وخرجت من دار العجزة اردد يا لقسوة الحياة وقسوة أهله .....
قصة واقعية حصلت معي في احد الدول الاسلامية